عادة ما يضطر المستخدم إلى نقل البيانات الشخصية بين الهواتف الذكية عند شراء موديل جديد والتخلي عن الجهاز القديم. ويتم نقل البيانات بسهولة بالغة عندما يكون الموديل الجديد يعمل بنفس نظام تشغيل الجهاز القديم، ولكن الوضع يختلف كثيرا عند الرغبة في الانتقال من نظام التشغيل “آي أو إس” (iOS) إلى نظام غوغل (Google) “أندرويد” (Android) والعكس صحيح.
وأوضح مارتن جوبين، من الهيئة الألمانية لاختبار السلع والمنتجات، أن هناك 3 طرق للتحوّل من بيئة عمل نظام آبل (Apple) “آي أو إس” إلى نظام تشغيل غوغل أندرويد، وتتمثل الطريقة الأولى في خدمة الحوسبة السحابية غوغل “درايف” (Drive)، وتتم الطريقة الثانية من خلال تطبيقات التحويل، التي تأتي مثبتة بشكل مسبق على الكثير من الهواتف الذكية الجديدة، أو البرامج المدفوعة الأخرى. وفي الطريقة الثالثة للتحويل بين نظامي تشغيل الهواتف الذكية يتم نقل البيانات يدويا.
غوغل درايف
إذا كان المستخدم يعتمد على خدمة الحوسبة السحابية غوغل درايف، فإنه يتعين عليه تثبيت التطبيق من متجر التطبيقات على جهاز آيفون (iPhone) القديم، وبعد ذلك يتم رفع جميع البيانات التي يرغب في نقلها إلى الهاتف الذكي الجديد، وأكد مارتن جوبين أن هذه الوسيلة تعتبر الطريقة الأسرع والأكثر راحة.
وتتمثل ميزة هذه الطريقة في أنه يتم تخزين جهات الاتصال والصور ومدخلات التقويم في الذاكرة السحابية “كلاود” (Cloud). وقد تستغرق هذه العملية عدة ساعات، ولذلك ينصح بلاسيوس كاوالكوسكي، من مجلة “إنسايد ديجيتال دي إي” (Inside-digital.de) الألمانية، بضرورة شحن بطارية الهاتف الذكي بشكل كامل، وأن يكون الهاتف متصلا بشبكة الواي فاي (WiFi).
وفي حالة عدم توفّر حساب غوغل لصاحب هاتف آيفون، فمن الأفضل إنشاء حساب جديد لأنه سيكون من الأمور الضرورية لاستعمال هاتف أندرويد الجديد، وعند إجراء عمليات النسخ الاحتياطي للبيانات يجب على المستخدم استعمال نفس الحساب الموجود على الهاتف الجديد.
ولكن يعيب هذه الطريقة الأمور المتعلقة بالخصوصية وحماية البيانات، وأوضح مارتن جوبين “قد لا يشعر المستخدم بالارتياح عند تخزين جميع بياناته على خوادم غوغل”.
تطبيقات الشركات
وأكد الخبير الألماني أن هناك العديد من البدائل الأخرى لخدمة غوغل درايف، إذ توفر الشركات المنتجة للهواتف الذكية تطبيقات خاصة بها تساعد المستخدم في نقل البيانات، مثل تطبيق “سامسونغ” (Samsung) “سمارت سويتش” (Smart Switch) و”هواوي” (HUAWEI) “فون كلون” (Phone Clone) و”إل جي” (LJ) “موبايل ستويتش” (Mobile Switch)، وتتم عملية نقل البيانات لاسلكيا أو عن طريق الكابل، وقد يحتاج المستخدم إلى محول في بعض الأحيان.
وأكدت الهيئة الألمانية لاختبار السلع والمنتجات أن عملية نقل بيانات جهات الاتصال والتقويم والصور والفيديو تتم بسهولة بالغة عن طريق تطبيقات الشركات المنتجة للهواتف الذكية، وخاصة تطبيق سامسونغ “سمارت سويتش”، ولكن قد تظهر بعض الثغرات في البيانات التي يتم نقلها، ولذلك ينصح جوبين بإجراء نسخ احتياطي للبيانات، سواء على خدمات الحوسبة السحابية أو أقراص صلبة خارجية أو ذاكرة الحواسيب، قبل نقل البيانات من الهاتف الذكي القديم إلى الموديل الجديد.
ومع ذلك لا يمكن للتطبيقات أن تنقل جميع البيانات، وكذلك خدمة الحوسبة السحابية غوغل درايف، فمثلا لا يمكن للتطبيقات نقل البيانات الخاصة بتطبيقات التواصل الفوري مثل “واتساب” (WhatsApp) و”آي ماسنجر” (iMessage) وكذلك الملاحظات أو تطبيقات الدفع، وتظهر هذه المشكلة مع تطبيق الواتساب بصفة خاصة، وعلل يورج فيرتجين من مجلة “سي تي” (c’t) ذلك بقوله: ملفات النسخ الاحتياطي اللازمة ليست متوافقة بين نظام أبل “آي أو إس” وغوغل أندرويد.
برامج مدفوعة
وأضاف يورج فيرتجين “طورت بعض الشركات برامج خاصة لهذا الغرض، ولكنها مكلفة في أغلب الأحيان”. ومن أمثلة هذه البرامج المدفوعة: Wazzappmigrator أو Mobiletrans أو Backuptrans.
وإذا كان تطبيق الواتساب مهما لدرجة تدعو المستخدم لاستثمار بعض النفقات فيه، فإنه يمكن شراء باقة الخدمات الكاملة لهذه البرامج، والتي تنقل أيضا الرسائل النصية القصيرة “إس إم إس” (SMS) والمواعيد وجهات الاتصال والصور.
النسخ الاحتياطي للبيانات
تظهر أهمية النسخ الاحتياطي للبيانات عندما يرغب المستخدم في الاحتفاظ بسجل الدردشة، ويتم ذلك من خلال تصدير المحادثات الفردية وإرسال المحتويات إلى البريد الإلكتروني الخاص بالمستخدم، وقد تظهر مشاكل أقل من ذلك مع بعض تطبيقات التراسل الفوري الأخرى مثل “تلغرام” (Telegram) أو “ثريما” (Threema) عند التحويل من آبل “آي أو إس” إلى غوغل أندرويد، ويعيب تطبيق “سيغنال” (Signal) أنه يتمتع بنفس درجة تعقيد تطبيق الواتساب.
ولا يعمل تطبيق “فايس تايم” (Face time) في بيئة نظام غوغل أندرويد، وهو ما يسري أيضا على تطبيق آي ماسنجر، وبالنسبة لخدمة الرسائل النصية القصيرة “إس إن إس” من آبل فإنه لا يوجد لها مكافئ في بيئة عمل غوغل، ولذلك يتعين على المستخدم قبل التحويل بين نظامي التشغيل تعطيل خدمة آي ماسنجر على هاتف آيفون، وإلا فلن تصل الرسائل النصية القصيرة من مستخدمي آبل إلى الهاتف الذكي الجديد.
وفيما يتعلق بالتطبيقات عند نقل البيانات من هاتف آيفون إلى جهاز أندرويد، فإن الأمر ينقسم إلى قسمين؛ حيث يمكن تنزيل التطبيقات المجانية من متجر تطبيقات غوغل بلاي بكل سهولة على الجهاز الجديد، حتى إن تطبيق سامسونغ “سمارت سويتش” يقوم بذلك تلقائيا عند نقل البيانات، إلا أنه لا يتم نقل نتائج الألعاب، إذا لم تكن مخزنة في حساب الإنترنت، كما يتعين على المستخدم أيضا إعادة شراء التطبيقات المدفوعة.
وعلى الجانب الآخر يمكن للمستخدم نقل الاشتراكات في خدمات الموسيقى والفيديو إلى هاتف غوغل أندرويد بسهولة، عندما يتم الحجز لدى مقدمي هذه الخدمات مباشرة، حتى إن خدمة آبل “ميوزك” (Music) نفسها تعمل على هواتف أندرويد، ولكن إذا تم حجز الاشتراكات ودفع تكاليفها عن طريق شركة آبل، فإنه يتعين على المستخدم في هذه الحالة إلغاء الاشتراك قبل التحوّل إلى هاتف أندرويد الجديد، ثم التعاقد من جديد على هذه الخدمات لدى الشركات مباشرة.
ونظرا لأنه لا يمكن نقل الملاحظات بسهولة، فإن الخبير الألماني مارتن جوبين ينصح بضرورة نسخ المحتويات في رسالة بريد إلكتروني وتخزينها يدويا، حتى لا يتم فقدان هذه البيانات.
وبشكل عام، ينصح يورج فيرتجين المستخدم بترك جهاز آيفون القديم في الدرج لمدة شهر أو شهرين للتحقق من نجاح عملية نقل البيانات، وأنه لم يعد بحاجة إلى جهازه القديم، وبعد ذلك يمكن إرجاع الإعدادات إلى وضع المصنع لكي يتم حذف جميع البيانات على هاتف آيفون قبل بيعه أو إعطائه للآخرين.
المصدر: aljazeera